الشعر في ركاب الحجاج بن يوسف الثقفي

المصطفى، محمد نافع

الشعر في ركاب الحجاج بن يوسف الثقفي [نص مطبوع] / Poetry at the court of al-Hajjaj Ibn Yousef al-Thaqafi د. محمد نافع حسن المصطفى = Poetry at the court of al-Hajjaj Ibn Yousef al-Thaqafi / Dr Mohamed Nafi al-Mustafa - الكويت : جامعة الكويت، مجلس النشر العلمي، 2008 - 1 مج. (108 ص.) ؛ 24 سم

بيبليوغرافيا : ص. 102-105

قامت الدولة الأموية على الدماء والأشلاء، التي استأثر الحجاج وأضرابه بها، فأصاب الأمة منه بلاء وعذاب. أذل الأشراف بطغيانه، وأخرس الألسنة بجبروته، سوى ألسنة استمالها بجزيل الصلات، وعظيم الهبات، أو استذلها بقيود الرهبة والقهر. فأنطقها بآيات التزلف والملق والارتزاق، كي تروض له ولأسياده الأمر. وتمكن لهم الزعامة. فتحول الشعر عن وظيفته الحقيقية. وأصبح الشعراء من جند السلطة، وغدا الشعر حرفة للكسب الرخيص، وأداة للمديح الكاذب، وتصفيقاً لسيوف البطش ، ومخالب الفتك . فاختلق لهم المآثر، وضخم الشيم ، ونسج لهم منها سرابيل فضفاضة، جمع خيوطها من القيم الجاهلية، والمآثر الإسلامية . مع استفاضة وتكرار ، التماساً لرضى الممدوحين، واستجابة لتطلعاتهم. ووفاءً لجذوة التفوق والمباراة المضطرمة في صدور الشعراء، وهم يتزاحمون بأشعارهم على سماط الحجاج المتخم حبا للعلو في الأرض، واستكباراً على الخلق، فكان عذاباً على الناس، وعلى الفن الشعري ـ على الرغم من غزارته وخصوبته ـ الذي استذله بالطمع، وأنطقه بالزور ، ووأد الخوف منه شعراً في صدور أصحابه. فراج شعر المديح في ركاب الحجاج خوفاً وطمعاً، وراح يجاري نتاج فحول شعراء الجاهلية، من غير أن يغفل الروافد الإسلامية في تلوين لوحته الفنية. كل ذلك ليخلو وجه الحجاج له دون غيره من منافسيه من الشعراء، وليقوم بحق الفن الشعري من الإجادة والإتقان. وأزعم أني ـ بعد أن حققت تلك الأشعار ـ أطلقتها لتقول كلماتها، معضدة بالأخبار الشاهدة على صدق دعواها. ناطقة بخصائصها الموضوعية و الفنية. وذاك ما يهدف إليه البحث. وإن كانت الصورة التي رَسَمْتها للحجاج صورة جبار في محراب


يتضمن ملخصا باللغتين العربية والإنجليزية

811.409