مفهوم الزيارة في الفضاء الشيعي
العامري، صلاح الدين
مفهوم الزيارة في الفضاء الشيعي [مورد إلكتروني] / صلاح الدين العامري - الرباط : منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2018 - 26 ص.
بيبليوغرافيا : ص. 25-26
بعد أن درس المؤلّف مفهوم الزّيارة في الفضاء الإسلامي باعتبارها عملاً تواصليّاً اجتماعيّاً من ناحية، ومعتقداً وقربى من ناحية أخرى، خصَّص هذا العمل لتفحُّص مفهوم الزيارة في الفضاء الشيعي. وقد أحوج هذا الغرض إلى دراسة حضور ذلك المفهوم في الفضاء المشار إليه ضمن مجموعة من المعاني هي التالية: الزّيارة ولاء للإمام ووفاء لرسالته أوّلاً، والزّيارة تزاوراً ثانياً، والزّيارة تطهُّراً ثالثاً. وقد مهّد المؤلّف لهذه المعاني الثلاثة بالتذكير بأنَّ الظواهر الدينيّة غالباً ما تُدرس من جهة ما يتعلّق بها من طقوس في مستوى ممارسة المعتقد الديني مقابل إهمال دراسة أصول الظواهر في النصوص الأصليّة. وقد استأنس المؤلّف بمناهج علم الاجتماع وتحديداً المنهج البنائي الوظيفي. ومن ثمَّ أمكن الوقوف على وجوه التمايز أو التقاطع بين التديّن الشعبي والتديّن الرسمي. وتُمثّل المزاوجة بين هذين النمطين أرضيّة مناسبة لتعيين مفهوم الزّيارة في الفضاء الشيعي. وأشار المؤلّف إلى أنَّ الأدبيّات الشيعيّة سعت إلى شرعنة الزّيارة في عيون الأنصار أو المعارضين. وهذه الشرعنة تتيح الجمع بين زمن محسوس دنيوي يمثّله الزّائر وزمن أخروي مطلق يمثّله الإمام. وفضلاً عن ذلك تشترط الزّيارة قيام الزّائر بجملة من الأعمال وتوفّر مجموعة من الشروط من نحو "العمد" و"القصد" و"الإرادة" و"المكابدة". ومن خلال ذلك كلّه يقيم الزّائر الدليل على ولائه للإمام. وتحقّق الزّيارة أيضاً الرَّغبة في التطهّر من الذنوب وطلب المغفرة (زيارة الحسين مثلاً هي السبيل للخلاص من الذنوب). ويكون التطهُّر من بين ما يكون بالانغماس في نهر الفرات، وهو شكل من أشكال "التعميد" في تقدير المؤلّف
252
مفهوم الزيارة في الفضاء الشيعي [مورد إلكتروني] / صلاح الدين العامري - الرباط : منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2018 - 26 ص.
بيبليوغرافيا : ص. 25-26
بعد أن درس المؤلّف مفهوم الزّيارة في الفضاء الإسلامي باعتبارها عملاً تواصليّاً اجتماعيّاً من ناحية، ومعتقداً وقربى من ناحية أخرى، خصَّص هذا العمل لتفحُّص مفهوم الزيارة في الفضاء الشيعي. وقد أحوج هذا الغرض إلى دراسة حضور ذلك المفهوم في الفضاء المشار إليه ضمن مجموعة من المعاني هي التالية: الزّيارة ولاء للإمام ووفاء لرسالته أوّلاً، والزّيارة تزاوراً ثانياً، والزّيارة تطهُّراً ثالثاً. وقد مهّد المؤلّف لهذه المعاني الثلاثة بالتذكير بأنَّ الظواهر الدينيّة غالباً ما تُدرس من جهة ما يتعلّق بها من طقوس في مستوى ممارسة المعتقد الديني مقابل إهمال دراسة أصول الظواهر في النصوص الأصليّة. وقد استأنس المؤلّف بمناهج علم الاجتماع وتحديداً المنهج البنائي الوظيفي. ومن ثمَّ أمكن الوقوف على وجوه التمايز أو التقاطع بين التديّن الشعبي والتديّن الرسمي. وتُمثّل المزاوجة بين هذين النمطين أرضيّة مناسبة لتعيين مفهوم الزّيارة في الفضاء الشيعي. وأشار المؤلّف إلى أنَّ الأدبيّات الشيعيّة سعت إلى شرعنة الزّيارة في عيون الأنصار أو المعارضين. وهذه الشرعنة تتيح الجمع بين زمن محسوس دنيوي يمثّله الزّائر وزمن أخروي مطلق يمثّله الإمام. وفضلاً عن ذلك تشترط الزّيارة قيام الزّائر بجملة من الأعمال وتوفّر مجموعة من الشروط من نحو "العمد" و"القصد" و"الإرادة" و"المكابدة". ومن خلال ذلك كلّه يقيم الزّائر الدليل على ولائه للإمام. وتحقّق الزّيارة أيضاً الرَّغبة في التطهّر من الذنوب وطلب المغفرة (زيارة الحسين مثلاً هي السبيل للخلاص من الذنوب). ويكون التطهُّر من بين ما يكون بالانغماس في نهر الفرات، وهو شكل من أشكال "التعميد" في تقدير المؤلّف
252