هل الإلحاد موقف عقدي ؟ /
بين، بيار (1962-....)
هل الإلحاد موقف عقدي ؟ / بيار بين ؛ ترجمة سفيان حودة - الرباط : منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2020 - (9 ص.)
ترجمة لمقالة بالإنجليزية نشرت بمجلة Think، ع. 13، 2006
الموحّدون هم طائفة من الناس الذين يؤمنون بوجود الله، مع وسمهم بسمات مميزة كالقوة المطلقة، والإحاطة بكل شيء علما، والخير المطلق. ويُتّهم الموحّدون بأنّ إيمانهم مجرّد "مسألة عقدية" ولا يمكن، أو على الأقل، لم يتمكّنوا حتى الآن من الدفاع عنها بنجاح عبر تقديم أدلة عقلية. وبتوفّر الفكر الفلسفي على تيار جدلي قوي يطلق عليه اسم تيار الدليلية Evidentialism، ويحث أصحاب هذا التيّار على أنّه من غير المنطقي الإيمان بدعوى دون أن تكون لها قرائن كافية تدعهما، ويذهب بعض أعضاء هذا الفكر الفلسفي إلى أبعد من هذا، من خلال الزعم ليس فقط أنّ الإيمان بدون وجود قرائن كافية بالأمور غير المنطقية يجافي العقل، بل يعتبر عارا من الناحية الأخلاقية. ويبدو هذا جليا لدى الكاتب ويليام كليفورد الذي عاش في القرن التاسع عشر، حيث قال: "لطالما كان الأمر مجحفا لكل من تسوّل له نفسه، في أي زمان كان، أن يؤمن بشيء بدون وجود أدلة كافية عليه"؛ فالموحدون، من ناحية أخرى، يستخدمون نفس الأساليب للدفاع عن معتقدهم، عبر قولهم إنّ إيمانهم مرّ من عدة تجارب دلالية تحترم ملكة العقل البشري، وكما يدافع بعض الموحدين بالقول إن كان التوحيد موقفا عقديّا، فالإلحاد هو أيضا موقف عقدي، ولا ندري ما إذا كان الملاحدة يعترفون بهذا أم لا. وحتى مع الاعتراف بصعوبة توفير أدلّة تدعم التوحيد، فنفس الأمر ينطبق على الإلحاد، فإذا كان للإلحاد شرعية، فنفس الشيء يقال عن التوحيد
201.13
هل الإلحاد موقف عقدي ؟ / بيار بين ؛ ترجمة سفيان حودة - الرباط : منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2020 - (9 ص.)
ترجمة لمقالة بالإنجليزية نشرت بمجلة Think، ع. 13، 2006
الموحّدون هم طائفة من الناس الذين يؤمنون بوجود الله، مع وسمهم بسمات مميزة كالقوة المطلقة، والإحاطة بكل شيء علما، والخير المطلق. ويُتّهم الموحّدون بأنّ إيمانهم مجرّد "مسألة عقدية" ولا يمكن، أو على الأقل، لم يتمكّنوا حتى الآن من الدفاع عنها بنجاح عبر تقديم أدلة عقلية. وبتوفّر الفكر الفلسفي على تيار جدلي قوي يطلق عليه اسم تيار الدليلية Evidentialism، ويحث أصحاب هذا التيّار على أنّه من غير المنطقي الإيمان بدعوى دون أن تكون لها قرائن كافية تدعهما، ويذهب بعض أعضاء هذا الفكر الفلسفي إلى أبعد من هذا، من خلال الزعم ليس فقط أنّ الإيمان بدون وجود قرائن كافية بالأمور غير المنطقية يجافي العقل، بل يعتبر عارا من الناحية الأخلاقية. ويبدو هذا جليا لدى الكاتب ويليام كليفورد الذي عاش في القرن التاسع عشر، حيث قال: "لطالما كان الأمر مجحفا لكل من تسوّل له نفسه، في أي زمان كان، أن يؤمن بشيء بدون وجود أدلة كافية عليه"؛ فالموحدون، من ناحية أخرى، يستخدمون نفس الأساليب للدفاع عن معتقدهم، عبر قولهم إنّ إيمانهم مرّ من عدة تجارب دلالية تحترم ملكة العقل البشري، وكما يدافع بعض الموحدين بالقول إن كان التوحيد موقفا عقديّا، فالإلحاد هو أيضا موقف عقدي، ولا ندري ما إذا كان الملاحدة يعترفون بهذا أم لا. وحتى مع الاعتراف بصعوبة توفير أدلّة تدعم التوحيد، فنفس الأمر ينطبق على الإلحاد، فإذا كان للإلحاد شرعية، فنفس الشيء يقال عن التوحيد
201.13