المسيحية والإصلاح
ميلوني، ألبرتو (1959-...)
المسيحية والإصلاح [مورد إلكتروني] / ألبرتو ميلوني ؛ ترجمة محمد الحداد - الرباط : منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2019 - 36 ص.
عنوان الفصل السادس من كتاب جماعي أشرف عليه: محمّد الحدّاد، تجارب كونيّة في الإصلاح الديني، منشورات مؤسّسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، ط1، 2015، ص 78-100
بيبليوغرافيا : ص. 31-36
على وجود مقاربتين أساسيّتين لتاريخ العلاقة بين المسيحيّة والإصلاح الدينيّ، فإنّ الاستنتاج الذي يقرّه المؤلّف في هذا الموضوع، أي موضوع العلاقة بين المسيحيّة والإصلاح الدينيّ، هو أنّ الإصلاح يقوم على اعتبار الديانة المسيحيّة تجربة تاريخيّة حيّة تعاش في الزمن التاريخيّ الممتدّ من حياة المسيح إلى عودته في نهاية الزمان. بهذه الصورة نظر إلى تغيير صيغة العيش المسيحيّة تجسيداً لجوهر دعوة المسيح، وكان تاريخ المسيحيّة تاريخ إصلاح وتغيير. وانطلاقاً من لبّ دلاليّ لكلمة إصلاح في التراث المسيحيّ ناشئ من تأويل الكتاب المقدّس كان بمعنى السعي إلى استعادة النظام الذي أراده الإله في العهد القديم، وبمعنى التحوّل ذي الطابع الشخصيّ في العهد الجديد، انجرّت المسيحيّة إلى عمليّة تغيير مستمرّة. من هذا المنظور استعرض المؤلّف تجارب الإصلاحات المنجزة والمبرمجة التي شهدتها الكنيسة المسيحيّة، والتي تبقى مشروعاً للإنجاز، واستعرضها في محطّات تحوّل مفصليّة في تاريخ المسيحيّة، أوّلها كان إصلاح القساوسة في تاريخها الأوّل، ثمّ تلاها الإصلاح الغريغوري، فالإصلاح اللّوثري بكلّ تطوّراته التي غيّرت المشهد الدينيّ والسياسيّ كاملاً في أوربّا، ثمّ كانت حركة المسكونيّة (أو حركة توحّد الكنائس)، وحركة التحديث الدينيّ التي عبّرت عن تفاعل المسيحيّة مع الحداثة. جميع المحطّات السابقة، بما كان فيها من تنازع أحياناً بين قوى الدفع نحو الإصلاح، والقوى المعرقلة له في بعض الفترات التاريخيّة، تعبّر عن حيويّة كنيسة حاملة للدين المسيحيّ، ومتجذّرة في تاريخها
298.611
المسيحية والإصلاح [مورد إلكتروني] / ألبرتو ميلوني ؛ ترجمة محمد الحداد - الرباط : منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2019 - 36 ص.
عنوان الفصل السادس من كتاب جماعي أشرف عليه: محمّد الحدّاد، تجارب كونيّة في الإصلاح الديني، منشورات مؤسّسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، ط1، 2015، ص 78-100
بيبليوغرافيا : ص. 31-36
على وجود مقاربتين أساسيّتين لتاريخ العلاقة بين المسيحيّة والإصلاح الدينيّ، فإنّ الاستنتاج الذي يقرّه المؤلّف في هذا الموضوع، أي موضوع العلاقة بين المسيحيّة والإصلاح الدينيّ، هو أنّ الإصلاح يقوم على اعتبار الديانة المسيحيّة تجربة تاريخيّة حيّة تعاش في الزمن التاريخيّ الممتدّ من حياة المسيح إلى عودته في نهاية الزمان. بهذه الصورة نظر إلى تغيير صيغة العيش المسيحيّة تجسيداً لجوهر دعوة المسيح، وكان تاريخ المسيحيّة تاريخ إصلاح وتغيير. وانطلاقاً من لبّ دلاليّ لكلمة إصلاح في التراث المسيحيّ ناشئ من تأويل الكتاب المقدّس كان بمعنى السعي إلى استعادة النظام الذي أراده الإله في العهد القديم، وبمعنى التحوّل ذي الطابع الشخصيّ في العهد الجديد، انجرّت المسيحيّة إلى عمليّة تغيير مستمرّة. من هذا المنظور استعرض المؤلّف تجارب الإصلاحات المنجزة والمبرمجة التي شهدتها الكنيسة المسيحيّة، والتي تبقى مشروعاً للإنجاز، واستعرضها في محطّات تحوّل مفصليّة في تاريخ المسيحيّة، أوّلها كان إصلاح القساوسة في تاريخها الأوّل، ثمّ تلاها الإصلاح الغريغوري، فالإصلاح اللّوثري بكلّ تطوّراته التي غيّرت المشهد الدينيّ والسياسيّ كاملاً في أوربّا، ثمّ كانت حركة المسكونيّة (أو حركة توحّد الكنائس)، وحركة التحديث الدينيّ التي عبّرت عن تفاعل المسيحيّة مع الحداثة. جميع المحطّات السابقة، بما كان فيها من تنازع أحياناً بين قوى الدفع نحو الإصلاح، والقوى المعرقلة له في بعض الفترات التاريخيّة، تعبّر عن حيويّة كنيسة حاملة للدين المسيحيّ، ومتجذّرة في تاريخها
298.611