جيدة هذه الفلسفة العتيقة
رورتي، ريشارد (1931-2007)
جيدة هذه الفلسفة العتيقة [مورد إلكتروني] / ريتشارد رورتي ؛ ترجمة محمد جديدي - الرباط : منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2017 - ص. 1-17
إشارات بيبليوغرافية
المقال عبارة عن قراءة ومراجعة فلسفيَّة review book لكتاب آلان بلوم Allan Bloom إغلاق العقل أو الذهن الأمريكي The Closing of the American Mind. لمَّا نُشر الكتاب سنة 1987 ظلَّ لفترة من الزمن من الكتب الأكثر رواجاً نتيجة جرأة طرحه لقضايا تشغل الرأي العام والشأن الثقافي الأمريكي. يتابع رورتي في هذا المقال طروحات بلوم ومواقفه ويحاول الدفاع عن آرائه وآراء أستاذه جون ديوي المتميزة بكونها تاريخانيَّة ونسبويَّة، مقابل طرح بلوم الذي يستند إلى أستاذه ليو ستراوس في الدفاع عن مبادئ ثابتة ينبغي أن تحكم الطبيعة البشريَّة والسلوك الإنساني. وهنا نلمح أسلوباً ساخراً ما بعد حداثي، لأنَّ رورتي من خلال العنوان لا يمجّد الفلسفة العتيقة الباحثة عن الجوهر الثابت في الخير والحقيقة والإنسان. لذا كان بلوم قاسياً في نقده لوضع التعليم العالي في أمريكا، وهو الذي أراد تبنّي إصلاح للجامعات يقوم على منهج الكتب الكبرى، أي ذات النصوص الكلاسيكيَّة التي تكرّس منظور القيم والمبادئ الدائمة، بينما ينظر رورتي ومن ورائه التاريخانيون إلى الديمقراطيَّة بعيداً عن تنظير فلسفي أبدي، بقدر ما هي تجربة في التاريخ تتنقح في كلّ مرَّة، ولها من المزايا والمساوئ ما يجعلها تصلح ذاتها بوعي مواطنيها وإرادتهم في التعجيل بإصلاح شؤون حياتهم في كلّ مناحيها من منطلق التربية، وذلك ما قام به ديوي. تمييز هذه التجربة التاريخيَّة عن التأسيس النظري هو وحده ما يفصل بين نموذجين من المثقفين؛ فئة متفلسفة باحثة عن اليقين الثابت، كما فعل أفلاطون وبلوم وهؤلاء هم الفلاسفة philosophers، وفئة مفكّرة باحثة عن الحقيقة في التغير والزمان، وهؤلاء هم المثقفون Intellectuals كما فكَّر ديوي ورورتي
مترجم عن الإنجليزية
378.0120973
جيدة هذه الفلسفة العتيقة [مورد إلكتروني] / ريتشارد رورتي ؛ ترجمة محمد جديدي - الرباط : منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2017 - ص. 1-17
إشارات بيبليوغرافية
المقال عبارة عن قراءة ومراجعة فلسفيَّة review book لكتاب آلان بلوم Allan Bloom إغلاق العقل أو الذهن الأمريكي The Closing of the American Mind. لمَّا نُشر الكتاب سنة 1987 ظلَّ لفترة من الزمن من الكتب الأكثر رواجاً نتيجة جرأة طرحه لقضايا تشغل الرأي العام والشأن الثقافي الأمريكي. يتابع رورتي في هذا المقال طروحات بلوم ومواقفه ويحاول الدفاع عن آرائه وآراء أستاذه جون ديوي المتميزة بكونها تاريخانيَّة ونسبويَّة، مقابل طرح بلوم الذي يستند إلى أستاذه ليو ستراوس في الدفاع عن مبادئ ثابتة ينبغي أن تحكم الطبيعة البشريَّة والسلوك الإنساني. وهنا نلمح أسلوباً ساخراً ما بعد حداثي، لأنَّ رورتي من خلال العنوان لا يمجّد الفلسفة العتيقة الباحثة عن الجوهر الثابت في الخير والحقيقة والإنسان. لذا كان بلوم قاسياً في نقده لوضع التعليم العالي في أمريكا، وهو الذي أراد تبنّي إصلاح للجامعات يقوم على منهج الكتب الكبرى، أي ذات النصوص الكلاسيكيَّة التي تكرّس منظور القيم والمبادئ الدائمة، بينما ينظر رورتي ومن ورائه التاريخانيون إلى الديمقراطيَّة بعيداً عن تنظير فلسفي أبدي، بقدر ما هي تجربة في التاريخ تتنقح في كلّ مرَّة، ولها من المزايا والمساوئ ما يجعلها تصلح ذاتها بوعي مواطنيها وإرادتهم في التعجيل بإصلاح شؤون حياتهم في كلّ مناحيها من منطلق التربية، وذلك ما قام به ديوي. تمييز هذه التجربة التاريخيَّة عن التأسيس النظري هو وحده ما يفصل بين نموذجين من المثقفين؛ فئة متفلسفة باحثة عن اليقين الثابت، كما فعل أفلاطون وبلوم وهؤلاء هم الفلاسفة philosophers، وفئة مفكّرة باحثة عن الحقيقة في التغير والزمان، وهؤلاء هم المثقفون Intellectuals كما فكَّر ديوي ورورتي
مترجم عن الإنجليزية
378.0120973