صورة الغلاف المخصصة
صورة الغلاف المخصصة

مطلب العقلانية في الفلسفة المغربية المعاصرة [تسجيلة صوتية] / محمد المصباحي

بواسطة:المساهم (المساهمين):نوع المادة : صوتصوتتفاصيل النشر:الدار البيضاء : مؤسسة مسجد الحسن الثاني، 2013 وصف:1 قرص صوتي ؛ 12 سمالموضوع:تصنيف DDC:
  • 191.64 23A
تصنيفات أخرى:
  • 191
ملخص:أوضح الدكتور المصباحي في هذه المحاضرة التي حملت عنوان «مطلب العقلانية في الفلسفة المغربية المعاصرة»، والتي ألقاها بدعوة من مؤسسة مسجد الحسن الثاني، وجمعية رباط الفتح واحتضنتها المكتبة الوسائطية التابعة للمؤسسة المذكورة بالدار البيضاء، أن المشاريع العقلانية الكبرى التي عرفها المغرب، من قبيل: الإيمانية والتراثية والحداثية والمركبة، كلها باءت بالفشل، وكان من نتائج ذلك أنه تم التقهقر إلى الوراء وبالتالي فرز أوكار ذات اتجاهات متشددة، تحرض على الإرهاب وتبهدل سمعتنا. وذكر المصباحي أن فشل تلك المشاريع العقلانية التي جسدتها نخبة محترمة من مفكرينا: محمد عزيز الحبابي ومحمد عابد الجابري وعبد الله العروي ومحمد أركون، يرجع إلى عدم ملاءمتها مع متطلبات الحاضر، أخذا بعين الاعتبار أن زمن التقدم العقلاني سريع ويحتاج إلى شعارات لتعبئة الجماهير، غير أن الأمية ما زالت تنهش عقول الناس، وتجعلهم يبدون مثل قاصرين غير قادرين على الإحساس بالأشياء الجديدة. وكان من الطبيعي - يضيف المصباحي- أن تبرز موجات حاقدة على العقل، ويتفشى التدهور الأخلاقي؛ فالعقل ليس هو المسؤول عن ذلك، وإنما الاستعمال السيئ له، باعتباره منبعا للعدل والمعرفة. وأكد المصباحي في هذا السياق على أنه لا ينبغي التخلي عن قيم العقلانية، وأن حدوث عكس ذلك من شأنه أن يجعلنا نستثني أنفسنا من الانتماء إلى الإنسانية. علما بأن محبة العقل تجعل الإنسان إنسانا، وتؤهله لاستعادة المبادرة التاريخية والشرط الإنساني للبناء الحضاري والثقافي والانتماء إلى الحداثة. وذكر المحاضر أن فعل العقلنة هو فعل جماعي، تنخرط فيه عدة مجالات، سواء ذات بعد علمي أو فلسفي أو اقتصادي أو فني أو غير ذلك، لخلق مواطن عاقل يفكر تفكيرا سديدا؛ فمصير الأمم، رهين بتعلقها بالعقل واستعماله علميا. وأوضح المتحدث أن الربط بين السياسة والعقلانية، يرجع إلى اشتراكهما في شيئين أساسيين، هما الذات والنظام؛ فوظيفة العقلانية تكمن في بناء المعرفة، بينما وظيفة السياسة هي بناء المجتمع، وأن أي دولة بلا مقوم العقل، تعد دولة متهالكة، مثلما أن العقل الذي لا يلتزم بالدولة يعتبر أبلها لا يعول عليه. وأضاف في هذا السياق، أن نظام العقل العملي، هو المشروع الأساسي لأنظمة الحكم الديمقراطية، وهو وسيلة لأجل تحرر البشرية من كل وصاية. وذكر المصباحي في مداخلته كذلك أن هاجس الفلاسفة المغاربة يتمثل في البحث عن العقلانية التي تفضي إلى التغيير المنشود، وينصب هذا المجهود بالأساس على إصلاح العقل في حد ذاته، لأجل أن يصبح مؤهلا لإصلاح الدولة، باعتبار ذلك هو المدخل الرئيسي للانخراط في فضاء الحداثة. واعتبر في هذا الإطار أن العلاقة بين العقلين النظري والعملي تطرح مسألة عويصة، ذلك أن الربيع العربي على سبيل المثال، اعتمد على وسائل رقمية لإحداث التغيير، دون غيرها من الوسائل التي تعتمدها عادة الجماهير السياسية. وأوضح أن مطلب العقلانية في الفلسفة المغربية المعاصرة، كما جاء في عنوان هذه المداخلة، من شأنه أن يعطي الانطباع بأننا نفتقد إلى العقلانية، في حين أن تراثنا زاخر وغني بعقلانيات مختلفة: عقلانية الفقهاء والمتكلمين الذين أولوا عناية بتوافق الشرع مع العقل، مع إعطاء الأولوية للعقل إن حصل تخاصم بينهما، وعقلانية الأشاعرة الذين كانوا يعتبرون العقل مجرد أداة أو قوة لكشف العواقب وتمييز الخير عن الشر، وعقلانية المتصوفة الذين استعملوا العقل بمقدار، إلى غير ذلك من العقلانيات، التي تدل على رسوخ العقلانية في ثقافتنا وحضارتنا الإسلامية. غير أن عقلانيات الفكر المغربي المعاصر، عرفت مسارات متباينة، وأنه بالرغم من الاختلاف القائم بينها، إلا أنها تشترك في عدم اقتناعها بالتغيير عن طريق التراكم الكيفي، وإيمانها بحتمية إحداث قطيعة مع التراث.
نوع المادة:
وسوم من هذه المكتبة لا توجد وسوم لهذا العنوان في هذه المكتبة. قم بتسجيل الدخول لإضافة الأوسمة
التقييم بالنجوم
    متوسط التقييم: 0.0 (0 صوتًا)

أوضح الدكتور المصباحي في هذه المحاضرة التي حملت عنوان «مطلب العقلانية في الفلسفة المغربية المعاصرة»، والتي ألقاها بدعوة من مؤسسة مسجد الحسن الثاني، وجمعية رباط الفتح واحتضنتها المكتبة الوسائطية التابعة للمؤسسة المذكورة بالدار البيضاء، أن المشاريع العقلانية الكبرى التي عرفها المغرب، من قبيل: الإيمانية والتراثية والحداثية والمركبة، كلها باءت بالفشل، وكان من نتائج ذلك أنه تم التقهقر إلى الوراء وبالتالي فرز أوكار ذات اتجاهات متشددة، تحرض على الإرهاب وتبهدل سمعتنا. وذكر المصباحي أن فشل تلك المشاريع العقلانية التي جسدتها نخبة محترمة من مفكرينا: محمد عزيز الحبابي ومحمد عابد الجابري وعبد الله العروي ومحمد أركون، يرجع إلى عدم ملاءمتها مع متطلبات الحاضر، أخذا بعين الاعتبار أن زمن التقدم العقلاني سريع ويحتاج إلى شعارات لتعبئة الجماهير، غير أن الأمية ما زالت تنهش عقول الناس، وتجعلهم يبدون مثل قاصرين غير قادرين على الإحساس بالأشياء الجديدة. وكان من الطبيعي - يضيف المصباحي- أن تبرز موجات حاقدة على العقل، ويتفشى التدهور الأخلاقي؛ فالعقل ليس هو المسؤول عن ذلك، وإنما الاستعمال السيئ له، باعتباره منبعا للعدل والمعرفة. وأكد المصباحي في هذا السياق على أنه لا ينبغي التخلي عن قيم العقلانية، وأن حدوث عكس ذلك من شأنه أن يجعلنا نستثني أنفسنا من الانتماء إلى الإنسانية. علما بأن محبة العقل تجعل الإنسان إنسانا، وتؤهله لاستعادة المبادرة التاريخية والشرط الإنساني للبناء الحضاري والثقافي والانتماء إلى الحداثة. وذكر المحاضر أن فعل العقلنة هو فعل جماعي، تنخرط فيه عدة مجالات، سواء ذات بعد علمي أو فلسفي أو اقتصادي أو فني أو غير ذلك، لخلق مواطن عاقل يفكر تفكيرا سديدا؛ فمصير الأمم، رهين بتعلقها بالعقل واستعماله علميا. وأوضح المتحدث أن الربط بين السياسة والعقلانية، يرجع إلى اشتراكهما في شيئين أساسيين، هما الذات والنظام؛ فوظيفة العقلانية تكمن في بناء المعرفة، بينما وظيفة السياسة هي بناء المجتمع، وأن أي دولة بلا مقوم العقل، تعد دولة متهالكة، مثلما أن العقل الذي لا يلتزم بالدولة يعتبر أبلها لا يعول عليه. وأضاف في هذا السياق، أن نظام العقل العملي، هو المشروع الأساسي لأنظمة الحكم الديمقراطية، وهو وسيلة لأجل تحرر البشرية من كل وصاية. وذكر المصباحي في مداخلته كذلك أن هاجس الفلاسفة المغاربة يتمثل في البحث عن العقلانية التي تفضي إلى التغيير المنشود، وينصب هذا المجهود بالأساس على إصلاح العقل في حد ذاته، لأجل أن يصبح مؤهلا لإصلاح الدولة، باعتبار ذلك هو المدخل الرئيسي للانخراط في فضاء الحداثة. واعتبر في هذا الإطار أن العلاقة بين العقلين النظري والعملي تطرح مسألة عويصة، ذلك أن الربيع العربي على سبيل المثال، اعتمد على وسائل رقمية لإحداث التغيير، دون غيرها من الوسائل التي تعتمدها عادة الجماهير السياسية. وأوضح أن مطلب العقلانية في الفلسفة المغربية المعاصرة، كما جاء في عنوان هذه المداخلة، من شأنه أن يعطي الانطباع بأننا نفتقد إلى العقلانية، في حين أن تراثنا زاخر وغني بعقلانيات مختلفة: عقلانية الفقهاء والمتكلمين الذين أولوا عناية بتوافق الشرع مع العقل، مع إعطاء الأولوية للعقل إن حصل تخاصم بينهما، وعقلانية الأشاعرة الذين كانوا يعتبرون العقل مجرد أداة أو قوة لكشف العواقب وتمييز الخير عن الشر، وعقلانية المتصوفة الذين استعملوا العقل بمقدار، إلى غير ذلك من العقلانيات، التي تدل على رسوخ العقلانية في ثقافتنا وحضارتنا الإسلامية. غير أن عقلانيات الفكر المغربي المعاصر، عرفت مسارات متباينة، وأنه بالرغم من الاختلاف القائم بينها، إلا أنها تشترك في عدم اقتناعها بالتغيير عن طريق التراكم الكيفي، وإيمانها بحتمية إحداث قطيعة مع التراث.

لا توجد تعليقات على هذا العنوان.