صورة الغلاف المخصصة
صورة الغلاف المخصصة

في بطريركية الخطاب الفقهي المعاصر [مورد إلكتروني] : الفقيه وإعادة إنتاج المفاهيم / محمد سويلمي

بواسطة:نوع المادة : نصنصتفاصيل النشر:الرباط : منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2017 وصف:ص. 1-37تصنيف DDC:
  • 218 23A
تصنيفات أخرى:
  • 218
موارد على الانترنت:ملخص:ما بين السّلطة والخطاب الدّينيّ تلازم عضويّ ومؤسّسيّ يخترق النّظام المجتمعيّ برمّته، ويسكن تفاصيل المعيش اليوميّ لجموع المؤمنين، اعتقادًا وممارسة، فقد أفلح هذا الخطاب في عبور المجالات والفضاءات والأزمنة، رغم ما بينها من تباينات اجتماعيّة وثقافيّة، ما مكّنه من إدارة الجمهور الدّينيّ وضبطه في منوال مسطور حافظ على صلابته ونجاعته، لكنّ الخطاب الدّينيّ - عامّة - الفقهيّ خاصّة، يمتلك تاريخًا مؤسّسيًّا عريقًا، وأدوات إجرائيّة مرِنة، وموارد نصّيّة مقدّسة، أهّلته للاستحواذ على مسالك المعنى واجتراح كون مفهوميّ متشابك ومتعاضد، لا ينقطع عن التّكرار والدّوران، وهذا مكّن الفقيه المعاصر من صون سلطته العمليّة والرّمزيّة الّتي تفعّل في الأجساد والعقول، وتأبيد النّظام البطريركيّ الإسلاميّ بأبنيته المؤسّسيّة الّتي تفرض حشودًا متناسقة من الهويّات والأدوار والتّبادلات، تستدعي شبكة مفهوميّة فقهيّة لها قدرة التّواصل مع النّموذج الأصوليّ، بالقدر الّذي تفلح في استيعاب الاحتياجات الطّارئة، وتهضّمها لضمان الانتظام الاجتماعيّ. لكن كيف أمكن لهذا الخطاب الفقهيّ المعاصر أن يحيّن مفاهيمه الأصيلة، ويجعلها قادرة على الإحاطة بملابسات المعيش الرّاهن للمجتمعات المسلمة؟ لا يمكن لأيّة إيديولوجيا أن تستديم وجودها وتضمن سيادتها، إلّا بإعادة إنتاج أكوانها الثقافيّة بمعارفها واعتقاداتها وقيمها وتصوّراتها؛ أي بذلك الحسّ الجمعيّ المشترك، لهذا انشغل الخطاب الفقهيّ المعاصر بإعادة إنتاج مفاهيم مخصوصة على غرار التبرّج والاختلاط والتشبّه، بتأثير من النّمط المجتمعيّ الطّارئ، وما فيه من أنظمة الممارسة الوافدة الّتي رافقت تشكيل المجال العامّ بأنشطته وترتيباته المستجدّة، فكان على نخبة الفقهاء أن تشغّل تأويليّة مخصوصة لا تنقطع عن مرتكزاتها التقليديّة، ولا عن استدرار الدّلالات الموجّهة من النّصّ الدّينيّ بكلّ ضروبه. لقد أفلح الخطاب الفقهيّ المعاصر في تمتين بنى النظام البطريركيّ الإسلاميّ مستفيدًا من تاريخ الممارسات والاعتقادات وصلابة المؤسّسات، من العائلة إلى الفضاء العامّ، وما كان لهذا أن يتحقّق لولا القدرة على إعادة إنتاج المفاهيم الفقهيّة في عمليّات إجرائيّة معقّدة، جوهرها الاستنطاق الإيديولوجيّ الموجَّه للنّصوص الدّينيّة
نوع المادة:
وسوم من هذه المكتبة لا توجد وسوم لهذا العنوان في هذه المكتبة. قم بتسجيل الدخول لإضافة الأوسمة
التقييم بالنجوم
    متوسط التقييم: 0.0 (0 صوتًا)
المقتنيات
نوع المادة المكتبة الحالية رقم الطلب رقم النسخة حالة تاريخ الإستحقاق الباركود
كتاب أنترانت كتاب أنترانت Bibliothèque centrale Intranet INTRANET (إستعراض الرف(يفتح أدناه)) 1 المتاح MO664142

بيبليوغرافيا : ص. 34-34

ما بين السّلطة والخطاب الدّينيّ تلازم عضويّ ومؤسّسيّ يخترق النّظام المجتمعيّ برمّته، ويسكن تفاصيل المعيش اليوميّ لجموع المؤمنين، اعتقادًا وممارسة، فقد أفلح هذا الخطاب في عبور المجالات والفضاءات والأزمنة، رغم ما بينها من تباينات اجتماعيّة وثقافيّة، ما مكّنه من إدارة الجمهور الدّينيّ وضبطه في منوال مسطور حافظ على صلابته ونجاعته، لكنّ الخطاب الدّينيّ - عامّة - الفقهيّ خاصّة، يمتلك تاريخًا مؤسّسيًّا عريقًا، وأدوات إجرائيّة مرِنة، وموارد نصّيّة مقدّسة، أهّلته للاستحواذ على مسالك المعنى واجتراح كون مفهوميّ متشابك ومتعاضد، لا ينقطع عن التّكرار والدّوران، وهذا مكّن الفقيه المعاصر من صون سلطته العمليّة والرّمزيّة الّتي تفعّل في الأجساد والعقول، وتأبيد النّظام البطريركيّ الإسلاميّ بأبنيته المؤسّسيّة الّتي تفرض حشودًا متناسقة من الهويّات والأدوار والتّبادلات، تستدعي شبكة مفهوميّة فقهيّة لها قدرة التّواصل مع النّموذج الأصوليّ، بالقدر الّذي تفلح في استيعاب الاحتياجات الطّارئة، وتهضّمها لضمان الانتظام الاجتماعيّ. لكن كيف أمكن لهذا الخطاب الفقهيّ المعاصر أن يحيّن مفاهيمه الأصيلة، ويجعلها قادرة على الإحاطة بملابسات المعيش الرّاهن للمجتمعات المسلمة؟ لا يمكن لأيّة إيديولوجيا أن تستديم وجودها وتضمن سيادتها، إلّا بإعادة إنتاج أكوانها الثقافيّة بمعارفها واعتقاداتها وقيمها وتصوّراتها؛ أي بذلك الحسّ الجمعيّ المشترك، لهذا انشغل الخطاب الفقهيّ المعاصر بإعادة إنتاج مفاهيم مخصوصة على غرار التبرّج والاختلاط والتشبّه، بتأثير من النّمط المجتمعيّ الطّارئ، وما فيه من أنظمة الممارسة الوافدة الّتي رافقت تشكيل المجال العامّ بأنشطته وترتيباته المستجدّة، فكان على نخبة الفقهاء أن تشغّل تأويليّة مخصوصة لا تنقطع عن مرتكزاتها التقليديّة، ولا عن استدرار الدّلالات الموجّهة من النّصّ الدّينيّ بكلّ ضروبه. لقد أفلح الخطاب الفقهيّ المعاصر في تمتين بنى النظام البطريركيّ الإسلاميّ مستفيدًا من تاريخ الممارسات والاعتقادات وصلابة المؤسّسات، من العائلة إلى الفضاء العامّ، وما كان لهذا أن يتحقّق لولا القدرة على إعادة إنتاج المفاهيم الفقهيّة في عمليّات إجرائيّة معقّدة، جوهرها الاستنطاق الإيديولوجيّ الموجَّه للنّصوص الدّينيّة

لا توجد تعليقات على هذا العنوان.