دوائر التوحيد عند سيد قطب [مورد إلكتروني] : من الإيمان الصوفي إلى الانفعال الثوري / رضا حمدي
نوع المادة : نصتفاصيل النشر:الرباط : منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2018 وصف:21 صالموضوع:تصنيف DDC:- 240 23A
- 240
نوع المادة | المكتبة الحالية | رقم الطلب | رقم النسخة | حالة | تاريخ الإستحقاق | الباركود | |
---|---|---|---|---|---|---|---|
كتاب أنترانت | Bibliothèque centrale Intranet | INTRANET (إستعراض الرف(يفتح أدناه)) | 1 | المتاح | MO665835 |
بيبليوغرافيا : ص. 21
أنشأ سيّد قطب في تفسيره للقرآن الموسوم بـ"في ظلال القرآن" شبكة من المفاهيم الدينيّة المتعالقة على نحو وثيق. وتدور هذه المفاهيم على أكثر المعاني تمييزاً للاعتقاد الإسلامي، ونعني بذلك معنى توحيد الله. وبعيداً عن مذاهب المتكلّمين القدامى الموغلة في التجريد، اختار قطب أن يقرن معرفة الذات الإلهيّة معرفة صحيحة بمتمّماتها في سلوك الأفراد وأنظمة المجتمعات المعاصرة، وبلاغة هذا الربط فيما يوحي به من تأكيد لمتانة الصلة بين الدين والدنيا، وتقرير أولويّة الديني على الدنيوي في المنظور الإسلامي. وفي هذا السياق ألحّ قطب على توضيح معنى "الألوهيّة" وما يفترق به عن معنى "الربوبيّة"، على الرغم من اشتراكهما في تعيين الدلالات المرتبطة بمعرفة الذات الإلهيّة. وهذا التمييز الذي استمدّه قطب من آراء أبي الأعلى المودودي، كان بمثابة المدخل لتقرير طبيعة الصلة القائمة بين الله والعباد. وقد تمحّض عنده مفهوم "الدينونة" لبيان صفة هذه الصلة القائمة على الخضوع التام والطاعة المطلقة لله ولأحكامه، بصفته صاحب السيادة الأوحد مثلما أشارت إلى ذلك عبارة "الرَّبّ". ولكنّ هذا البيان الخاصّ لمعنى التوحيد لا يمتدّ أثره إلى الأفراد في علاقتهم بربّهم فقط، بل يشمل كذلك المجتمعات بأسرها. وهذا الشمول يقتضي أن تكون القوانين وقواعد السلوك الخاصّة والعامّة النافذة بين الناس هي التي وضعها الله بمقتضى ربوبيّته. وهذا يعني ردّ "الحاكميّة" إلى الله وحده، وعدم الاعتداد بالقوانين الوضعيّة التي يقرّرها الحكّام من بني البشر. ولذا فالعلامة على الإسلام ـ عند قطب - تظهر بقيام الحاكميّة، وغير ذلك "جاهليّة" خالصة. وفي تشخيص الأوضاع الراهنة، أكّد قطب أنَّ المجتمعات المعاصرة تشهد جاهليّة أكثر ضلالاً ممّا كان في الجاهليّة الأولى. ومن سمات كلّ جاهليّة أن يحكمها "الطاغوت"، فيمنع التحاكم إلى قوانين الله، ويغتصب الحقّ الإلهي في السيادة والحكم. ولتصحيح هذا الوضع الفاسد، لا يرى قطب من سبيل غير العودة إلى التوحيد لاستمداد المعنى الحقيقي للدين، وتوظيف قوّته الروحيّة الدافعة في المعارك السياسيّة الراهنة، انتصاراً لهذا التأويل الخاصّ بجماعات "الإسلام الحركي"
لا توجد تعليقات على هذا العنوان.