صورة الغلاف المخصصة
صورة الغلاف المخصصة

من التمييز العرقي والجنسي والديني إلى فكرة "الإنسان الكوني" [مورد إلكتروني] : بحث في الأسس النظرية والحجاجية للتمييز بكل أشكاله، ومحاولة لإظهار هشاشتها أمام فكرة الإنسانية / عاصم منادي إدريسي

بواسطة:نوع المادة : نصنصتفاصيل النشر:الرباط : منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2018 وصف:27 صتصنيف DDC:
  • 177.5 23E
تصنيفات أخرى:
  • 175
موارد على الانترنت:ملخص:إذا أردنا أن نصف الحضارة البشريَّة المعاصرة اليوم بوصف دقيق، فلن نجانب الصّواب إذا قلنا إنَّها حضارة "العنف" بمختلَف أنواعه (العنف المادّي والرّمزي). ومن بين هذه المظاهر الكثيرة والأساسيّة التي يتجلّى فيها هذا العنف، يتناول هذا الموضوع مشكلة التمييز بين الناس، والتي تُعتَبَر قضيّة لها راهنيتها التي تجعل منها موضوع الساعة. يتعلق الأمر بمظاهر التّمييز المختلفة التي يَحْدث أن تكون على أساس العرق تارة أو اللّغة تارة أو الثقافة تارة أو الجنس تارة أو الدين والمذهب والطائفة تارة أخرى. ومهما كان الأساس الذي يتمّ اعتماده معياراً للتمييز، فإنَّ الغاية التي يُفضي إليها دائماً ما تكون واحدة؛ وهي إقصاء الغير وتهميشه والحطُّ من قيمته. وهو ما يترتّب عنه تفاوت منازل الناس ومقاماتهم بحسب معايير لم يختاروها ولا دَخْلَ لهم فيها كاللون والجنس (التمييز ضدّ الإناث مثلاً). إنَّ مظاهر التمييز التي أشرنا إليها آنفاً لا تقتصر على مكان بعينه ولا تَخُصّ ثقافة معيَّنة، بل إنَّها ظاهرة شاملة تمسّ المجتمعات كافة سواء منها المتقدّمة أو المتخلّفة. ففي دول العالَم الغربي تَعرِف قيم التمييز ضدّ الأجانب والمهاجرين ـخاصة من المسلمين- تنامياً مُطّرداً غداة الصّعُود المستمرّ للأحزاب المتطرّفة التي تطالب بطردهم وإعادتهم إلى بلدانهم الأصليّة، مُسْتَغِلّةً حالة الخوف التي بات يشعر بها الكثير من مواطني هذه البلدان، جرّاء الاعتداءات المتتالية التي تتبنّاها الجماعات الدّينيّة المتطرّفة. وبموازاة ذلك، يشهد العالَم الإسلامي خلافاً تتأجّج ناره بشكل مُستَمرّ بين المذهبين اللّذَيْن يتقاسمان -إذا استثنينا سيطرة بعض المذاهب على مناطق صغيرة وغير ذات تأثير- النّفوذ في المجتمعات الإسلاميّة. يتعلق الأمر بالصراع السُنّي-الشيعي الذي قَسّم الكثير من المجتمعات الإسلاميّة وفتح المجال أمام حروب طويلة أعاقت سبُل التّقدّم والتطوّر والسلام...
نوع المادة:
وسوم من هذه المكتبة لا توجد وسوم لهذا العنوان في هذه المكتبة. قم بتسجيل الدخول لإضافة الأوسمة
التقييم بالنجوم
    متوسط التقييم: 0.0 (0 صوتًا)

بيبليوغرافيا : ص. 27

إذا أردنا أن نصف الحضارة البشريَّة المعاصرة اليوم بوصف دقيق، فلن نجانب الصّواب إذا قلنا إنَّها حضارة "العنف" بمختلَف أنواعه (العنف المادّي والرّمزي). ومن بين هذه المظاهر الكثيرة والأساسيّة التي يتجلّى فيها هذا العنف، يتناول هذا الموضوع مشكلة التمييز بين الناس، والتي تُعتَبَر قضيّة لها راهنيتها التي تجعل منها موضوع الساعة. يتعلق الأمر بمظاهر التّمييز المختلفة التي يَحْدث أن تكون على أساس العرق تارة أو اللّغة تارة أو الثقافة تارة أو الجنس تارة أو الدين والمذهب والطائفة تارة أخرى. ومهما كان الأساس الذي يتمّ اعتماده معياراً للتمييز، فإنَّ الغاية التي يُفضي إليها دائماً ما تكون واحدة؛ وهي إقصاء الغير وتهميشه والحطُّ من قيمته. وهو ما يترتّب عنه تفاوت منازل الناس ومقاماتهم بحسب معايير لم يختاروها ولا دَخْلَ لهم فيها كاللون والجنس (التمييز ضدّ الإناث مثلاً). إنَّ مظاهر التمييز التي أشرنا إليها آنفاً لا تقتصر على مكان بعينه ولا تَخُصّ ثقافة معيَّنة، بل إنَّها ظاهرة شاملة تمسّ المجتمعات كافة سواء منها المتقدّمة أو المتخلّفة. ففي دول العالَم الغربي تَعرِف قيم التمييز ضدّ الأجانب والمهاجرين ـخاصة من المسلمين- تنامياً مُطّرداً غداة الصّعُود المستمرّ للأحزاب المتطرّفة التي تطالب بطردهم وإعادتهم إلى بلدانهم الأصليّة، مُسْتَغِلّةً حالة الخوف التي بات يشعر بها الكثير من مواطني هذه البلدان، جرّاء الاعتداءات المتتالية التي تتبنّاها الجماعات الدّينيّة المتطرّفة. وبموازاة ذلك، يشهد العالَم الإسلامي خلافاً تتأجّج ناره بشكل مُستَمرّ بين المذهبين اللّذَيْن يتقاسمان -إذا استثنينا سيطرة بعض المذاهب على مناطق صغيرة وغير ذات تأثير- النّفوذ في المجتمعات الإسلاميّة. يتعلق الأمر بالصراع السُنّي-الشيعي الذي قَسّم الكثير من المجتمعات الإسلاميّة وفتح المجال أمام حروب طويلة أعاقت سبُل التّقدّم والتطوّر والسلام...

لا توجد تعليقات على هذا العنوان.