الرغبة والنسق الإيثولوجي في فلسفة سبينوزا [مورد إلكتروني] / بلال مراوي
نوع المادة : نصتفاصيل النشر:الرباط : منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2017 وصف:17 صتصنيف DDC:- 199.492 23E
- 190
نوع المادة | المكتبة الحالية | رقم الطلب | رقم النسخة | حالة | تاريخ الإستحقاق | الباركود | |
---|---|---|---|---|---|---|---|
كتاب أنترانت | Bibliothèque centrale Intranet | INTRANET (إستعراض الرف(يفتح أدناه)) | 1 | المتاح | RA668928 |
Browsing Bibliothèque centrale shelves, Shelving location: Intranet إغلاق مستعرض الرف(يخفي مستعرض الرف)
بيبليوغرافيا : ص. 17
يعود الاهتمام بمفهوم الرغبة، كموضوع للاشتغال الفلسفي، إلى العصر اليوناني القديم، نظرا لما تطرحه من إشكالات فلسفية عويصة، وما تتطلبه معالجتها، تحديدا، من تمثل واستحضار لمفاهيم أخرى مرتبطة بها، كالحاجة والإرادة والسعادة؛ لذلك فليس من الغريب أن يخصص كل فيلسوف جزءا من كتابته لدراستها وتفحصها والبحث في إشكالاتها. ودراسة هذا المفهوم اختلفت باختلاف زوايا النظر التي يخصصها كل فيلسوف لها، فهذا أفلاطون Platon في محاورته المأدبة، يذمها ويجعل منها انفعالا نفسيا ونقصا ونزوعا أهوجا، لا يتوافق مع متطلبات مدينته الفاضلة التي تتأسس، ضرورة، على الحكمة والاعتدال. وهذا إيتين جلسون Etienne Henry **gilson يعبر أيضا في كتابه "روح الفلسفة المسيحية في العصر الوسيط" عن نظرة المسيحية للرغبة، والتي بدورها شكلت استمرارية لما استخلصه أفلاطون ومن نحى نحوه، لكن بمسحة لاهوتية ذات طابع مسيحي، جعلت منها شعورا مرحليا يدفعنا للإحساس بالملل، لأن غايته تحقيق اللذة، وهذه الأخيرة بدورها فانية غير دائمة. إلا أن هذا الموضوع في العصر الحديث، سيأخذ منحى آخرا ذا طابع إبيستمولوجي أكثر منه أخلاقيا، فتغير العلوم في هذا العصر وتغير المناهج وغلبة النظرة العلمية على مقاربة المواضيع، أدت إلى تغير دراسة مفهوم الرغبة، وأبرز من سعى إلى ترسيخ هذه المقاربة هو الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا في كتابه: "الإيثيقا". إن الدراسة العلمية لمفهوم الرغبة دفعت سبينوزا إلى إعادة بناء نسق أنطولوجي جذري جديد، حدد فيه موقع الإنسان بشكل دقيق في علاقته بالكون أو الطبيعة، وذلك ليستطيع، بحق، تحديد مفهوم الرغبة ودراسته بطريقة تتوخى الحياد والموضوعية. وبالتالي تطلب منا تحديد مفهوم الرغبة لدى سبينوزا، في هذا البحث، الكشف عن نظريتين تتعايشان أو تتوازيان داخل كتاب الإيثيقا. أولى تؤصل لنسق أنطولوجي جذري أطلق عليه الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز اسم النسق الإيثولوجي، وهو نسق صاغه سبينوزا بمفاهيم تقليدية ولكنها ذات حمولة مجترحة بشكل مختلف عن دلالتها الكلاسيكية، حمولة تلغي مفهوم الأنطولوجيا بمعناه الميتافيزيقي الواسع. والثانية تؤصل لنظرية إيثيقية مناهضة للأخلاق - بمعناها اللاهوتي والفلسفي على حد سواء - غايتها تحرير الإنسان وإسعاده
لا توجد تعليقات على هذا العنوان.