صورة غلاف أمازون
صورة من Amazon.com
صورة الغلاف المخصصة
صورة الغلاف المخصصة

التجربة الصوفية بين الحب والعنف [مورد إلكتروني] / حمادي أنوار

بواسطة:نوع المادة : نصنصتفاصيل النشر:الرباط : منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2018 وصف:22 صتدمك:
  • 978-9981-1786-1-8
تصنيف DDC:
  • 219 23A
تصنيفات أخرى:
  • 219.E
موارد على الانترنت:ملخص:إنَّ المتأمّل في تاريخ الإنسانيّة، وبالضبط في تاريخ أديانها منذ نشأتها الأولى، يكاد يجزم بأنَّه تاريخ عنف واقتتال وحروب. فإذا كان الاختلاف معطى طبيعيّاً ووجوديّاً لا يمكن الشكّ فيه، فكذلك الدين هو مجال للصراعات والنزاعات، خصوصاً أنَّ أساسه يكمن في تلك الثنائيّات والتقابلات العديدة، من قبيل: حلال وحرام، خير وشر، ثواب وعقاب، جنة ونار... إلخ. ومن ثمّ كانت التجارب الدينيّة، على تنوّعها واختلافها، مرتعاً خصباً للعديد من السجالات والنقاشات والجدالات الفكريّة والعقديّة. لكن، وبالرغم من كلّ هذه الصراعات التي قد تصير تناقضات في كثير من الأحايين، فإنّنا نؤكد أنَّ المشكل، أو لنقل الإشكال، يكمن في الأديان والمتدينين وليس في "الإله". ومن خلال هذا الطرح ننفي، من جهة، مقولة الإلحاد، على غرار ما أكّده سبنسر، ومن جهة أخرى نقدّم تصوّراً آخر للعلاقة القائمة بين المتديّن والإله. انطلاقاً من هذه العلاقة التي يقيمها الإنسان مع فكرة الإله، وبناء على تصوّره للدين والاعتقاد، سنضع الأساس الذي سيرتكز عليه بحثنا هذا، ويكمن في التمييز بين نوعين من التجربة الدينيّة: التجربة الأولى التي نقول عنها إنَّها ساذجة، وتتعاطى مع الدين بعقليّة مُغرضة ونفعيّة، وبمنطق الغاية تبرّر الوسيلة. حيث نجد أنَّ المتديّن، بهذا المعنى، يمارس جملة من العبادات والطقوس، إمّا بدافع الخوف من العذاب، في هذا العالم وفي العالم الآخر، أو بدافع الطمع في نيل الأجر والثواب ودخول الجنّة، وفي الغالب هما معاً. والمشكل في هذا التصوّر الغائي للدين يكمن في كون صاحبه يكون متعصّباً لنمط تديّنه الخاص، ويعمل على تصديره وفرضه على الآخرين، ومن ثمّ يكون كلّ مخالف في الدين بمثابة عدو (كافر) ينبغي ثنيه عمّا هو فيه، وإرشاده إلى "الطريق المستقيم" الذي يعتبره هذا المتدين السبيل الوحيد والأوحد المؤدّي إلى الإله، فهو، في نظره، الأصح والأحق بأن يُتبع. وهنا نلمس التعصّب والغطرسة والانغلاق، وكلّ النزعات التي قد تتحوّل إلى تطرّف وعنف وإرهاب...
نوع المادة:
وسوم من هذه المكتبة لا توجد وسوم لهذا العنوان في هذه المكتبة. قم بتسجيل الدخول لإضافة الأوسمة
التقييم بالنجوم
    متوسط التقييم: 0.0 (0 صوتًا)

نشر هذا البحث في ملف "التصوف والعنف" تحت إشراف صابر سويسي، مؤمنون بلا حدود

بيبليوغرافيا : ص. 21-22

إنَّ المتأمّل في تاريخ الإنسانيّة، وبالضبط في تاريخ أديانها منذ نشأتها الأولى، يكاد يجزم بأنَّه تاريخ عنف واقتتال وحروب. فإذا كان الاختلاف معطى طبيعيّاً ووجوديّاً لا يمكن الشكّ فيه، فكذلك الدين هو مجال للصراعات والنزاعات، خصوصاً أنَّ أساسه يكمن في تلك الثنائيّات والتقابلات العديدة، من قبيل: حلال وحرام، خير وشر، ثواب وعقاب، جنة ونار... إلخ. ومن ثمّ كانت التجارب الدينيّة، على تنوّعها واختلافها، مرتعاً خصباً للعديد من السجالات والنقاشات والجدالات الفكريّة والعقديّة. لكن، وبالرغم من كلّ هذه الصراعات التي قد تصير تناقضات في كثير من الأحايين، فإنّنا نؤكد أنَّ المشكل، أو لنقل الإشكال، يكمن في الأديان والمتدينين وليس في "الإله". ومن خلال هذا الطرح ننفي، من جهة، مقولة الإلحاد، على غرار ما أكّده سبنسر، ومن جهة أخرى نقدّم تصوّراً آخر للعلاقة القائمة بين المتديّن والإله. انطلاقاً من هذه العلاقة التي يقيمها الإنسان مع فكرة الإله، وبناء على تصوّره للدين والاعتقاد، سنضع الأساس الذي سيرتكز عليه بحثنا هذا، ويكمن في التمييز بين نوعين من التجربة الدينيّة: التجربة الأولى التي نقول عنها إنَّها ساذجة، وتتعاطى مع الدين بعقليّة مُغرضة ونفعيّة، وبمنطق الغاية تبرّر الوسيلة. حيث نجد أنَّ المتديّن، بهذا المعنى، يمارس جملة من العبادات والطقوس، إمّا بدافع الخوف من العذاب، في هذا العالم وفي العالم الآخر، أو بدافع الطمع في نيل الأجر والثواب ودخول الجنّة، وفي الغالب هما معاً. والمشكل في هذا التصوّر الغائي للدين يكمن في كون صاحبه يكون متعصّباً لنمط تديّنه الخاص، ويعمل على تصديره وفرضه على الآخرين، ومن ثمّ يكون كلّ مخالف في الدين بمثابة عدو (كافر) ينبغي ثنيه عمّا هو فيه، وإرشاده إلى "الطريق المستقيم" الذي يعتبره هذا المتدين السبيل الوحيد والأوحد المؤدّي إلى الإله، فهو، في نظره، الأصح والأحق بأن يُتبع. وهنا نلمس التعصّب والغطرسة والانغلاق، وكلّ النزعات التي قد تتحوّل إلى تطرّف وعنف وإرهاب...

لا توجد تعليقات على هذا العنوان.