قطط مدينة الأرخبيل : رواية / إسماعيل غزالي

على امتداد أيام، قرأت باستمتاع كبير رواية صديقي إسماعيل غزالي "قطط مدينة الأرخبيل". وحين انتهيت من القراءة على مضض، قلت لصديقي الكاتب شاكرا: (هذه رواية سيكون لها وقع كبير. رواية أكثر من رائعة، كُتبت على مهل وبحرفية عالية). والحق أن إسماعيل غزالي أثبت منذ وقت طويل أنه كاتب متمكن وموهوب، وأنه قارة سردية من حقنا أن نفخر بها، وأن نحتفل بها على غرار ما نفعله مع بعض التجارب العالمية التي تقودنا "الدعاية الاحترافية" إليها. في روايته الجديدة الكثير من المصائر التي تتقاطع، والكثير من التشابكات السردية التي تجعلك تقف منبهرا أمامها، والكثير من اللعب السردي الذي يمنعك من النظر إلى ساعة الحائط، والكثير من القصص (المحكيات الصغرى) التي تجعلك تلتفت إليها خارج "المحكي الإطار"، والكثير من البحث التاريخي حول مدينة موغادور، والكثير من الفانطازيا الأصيلة التي لا تشبه إلا صاحبها، والكثير من القراءة التي تتجمع فيها أشكال سردية متعددة (الرواية البوليسية/ الواقعية السحرية/ التخييل الذاتي)، والكثير من القطط والنوارس والدروب والأزقة والفضاءات الغامضة، والكثير من التراكيب اللغوية النادرة.. والأسلوب الأنيق الذي يشق لنفسه دروبا معجمية فريدة.. هنيئا لنا بهذه الرواية الاستثنائية، وهنيئا لنا بهذا الروائي الذي يقود سفينة سردية تبحر في الأعالي..