صورة الغلاف المخصصة
صورة الغلاف المخصصة

نظرية "الاتساع الإلهي" مستند القول بالتسامح العقدي في تصوف ابن عربي [مورد إلكتروني] / محمد أمعارش

بواسطة:نوع المادة : نصنصتفاصيل النشر:الرباط : منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2019 وصف:27 صالموضوع:تصنيف DDC:
  • 219.092 23A
تصنيفات أخرى:
  • 219.M
موارد على الانترنت:ملخص:ليس القول الصوفي بالتسامح مجرّدَ موقفٍ شرعي أخلاقي تمليه أصول التعايش الإنساني وآداب معاملة الخلق، بل هو، قبل كل ذلك، موقف جذري معرفي أصيل صادر عن عقيدة مفتوحة في الله «الواسع»، الذي يتسع لكلّ خلقه رحمةً وعلماً، والذي خلق الإنسان على صورته، مِن قبول الاتساع على قدر استعداد هذا الإنسان ووسعه الذي يليق به. ولأن كل ما في الوجود من خلْق وأمر راجع إلى الله، فإن كل اختلاف في العالم مردّه إلى أصله الإلهي الذي صدر عنه، والرد إلى الأصل هو عين ما نقصده بالموقف الجذري الأصيل. تقدم هذه الدراسة أبرز ملامح «نظرية الاتساع الإلهي» في تصوف ابن عربي، المعبر عنها في العالم الإنساني بكل صورها وتجلياتها النافرة من الضيق والحرج والحجر والاحتكار والترهيب والاضطهاد والعنف والتطرف والكراهية، والممجِّدة لسعة الصدر والفهم والخُلُق، والراعية للحق في الاختلاف وحرية الرأي والتعبير، والساعية إلى تدبير التعايش والتعارف والتراحم والتوادد بين الناس. فاسم الحق «الواسع» يطلب أثره في الخلق، ومن آثاره المُحِيلة عليه تجلياته في كل واسع وجودي ومعرفي وأخلاقي، ولن نجد في العالم الإنساني مفهوماً ممَجَّداً يجسد اسم «الواسع» ويفيده ويستمد منه، مثل اسم التسامح ومفهومه، فكل داعية إلى التسامح وقبول الاختلاف والآخر الموالي أو المخالف، والتماس العذر والمعاذير للناس، هو مُسَبِّحٌ، اضطراراً أو اختياراً، باسم «الواسع»، وموحِّد للحق فيه صفة وقولاً وفعلاً. ومن هذا المنطلق تَعدّ هذه الدراسة المدخلَ العقدي والإيماني من أنسب المداخل في الكشف عن ما فتحه التصوف الروحي والفلسفي من آفاق في عقيدة التوحيد، أساسه أن هذا التوحيد نفسه مضاد لكلّ نزعة سلوكية احتكارية للحقيقة الإلهية المبدَّدة في العالم، التي يأبى الاسم الإلهي «الواسع» إلا أن تكون على صورته الدينامية والمفتوحة، شؤوناً للحق في الخلق، ومشروعاً مفتوحاً على الجميع وللجميع. ويكون كل اضطهاد للخلق، أو احتكار للحق في العالم الانساني، انقلاباً على هذا الاسم «الواسع»، وتعطيلاً لتجلياته المُمِدَّة للعالم بالبقاء، والحافظة للحقيقة الاختلافية المقومة له
نوع المادة:
وسوم من هذه المكتبة لا توجد وسوم لهذا العنوان في هذه المكتبة. قم بتسجيل الدخول لإضافة الأوسمة
التقييم بالنجوم
    متوسط التقييم: 0.0 (0 صوتًا)
المقتنيات
نوع المادة المكتبة الحالية رقم الطلب رقم النسخة حالة تاريخ الإستحقاق الباركود
كتاب أنترانت كتاب أنترانت Bibliothèque centrale Intranet INTRANET (إستعراض الرف(يفتح أدناه)) 1 المتاح MO685301

هذه الورقة تم تقديمها في أشغال الندوة العلمية جول موضوع "التصوف الإسلامي وفلسفة التسامح" التي نظمتها مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث بتنسيق مع المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية بنواكشوط بموريتانيا؛ بتاريخ (9- 10) من نونبر 2017

بيبليوغرافيا : ص. 26-27

ليس القول الصوفي بالتسامح مجرّدَ موقفٍ شرعي أخلاقي تمليه أصول التعايش الإنساني وآداب معاملة الخلق، بل هو، قبل كل ذلك، موقف جذري معرفي أصيل صادر عن عقيدة مفتوحة في الله «الواسع»، الذي يتسع لكلّ خلقه رحمةً وعلماً، والذي خلق الإنسان على صورته، مِن قبول الاتساع على قدر استعداد هذا الإنسان ووسعه الذي يليق به. ولأن كل ما في الوجود من خلْق وأمر راجع إلى الله، فإن كل اختلاف في العالم مردّه إلى أصله الإلهي الذي صدر عنه، والرد إلى الأصل هو عين ما نقصده بالموقف الجذري الأصيل. تقدم هذه الدراسة أبرز ملامح «نظرية الاتساع الإلهي» في تصوف ابن عربي، المعبر عنها في العالم الإنساني بكل صورها وتجلياتها النافرة من الضيق والحرج والحجر والاحتكار والترهيب والاضطهاد والعنف والتطرف والكراهية، والممجِّدة لسعة الصدر والفهم والخُلُق، والراعية للحق في الاختلاف وحرية الرأي والتعبير، والساعية إلى تدبير التعايش والتعارف والتراحم والتوادد بين الناس. فاسم الحق «الواسع» يطلب أثره في الخلق، ومن آثاره المُحِيلة عليه تجلياته في كل واسع وجودي ومعرفي وأخلاقي، ولن نجد في العالم الإنساني مفهوماً ممَجَّداً يجسد اسم «الواسع» ويفيده ويستمد منه، مثل اسم التسامح ومفهومه، فكل داعية إلى التسامح وقبول الاختلاف والآخر الموالي أو المخالف، والتماس العذر والمعاذير للناس، هو مُسَبِّحٌ، اضطراراً أو اختياراً، باسم «الواسع»، وموحِّد للحق فيه صفة وقولاً وفعلاً. ومن هذا المنطلق تَعدّ هذه الدراسة المدخلَ العقدي والإيماني من أنسب المداخل في الكشف عن ما فتحه التصوف الروحي والفلسفي من آفاق في عقيدة التوحيد، أساسه أن هذا التوحيد نفسه مضاد لكلّ نزعة سلوكية احتكارية للحقيقة الإلهية المبدَّدة في العالم، التي يأبى الاسم الإلهي «الواسع» إلا أن تكون على صورته الدينامية والمفتوحة، شؤوناً للحق في الخلق، ومشروعاً مفتوحاً على الجميع وللجميع. ويكون كل اضطهاد للخلق، أو احتكار للحق في العالم الانساني، انقلاباً على هذا الاسم «الواسع»، وتعطيلاً لتجلياته المُمِدَّة للعالم بالبقاء، والحافظة للحقيقة الاختلافية المقومة له

لا توجد تعليقات على هذا العنوان.