سلطة النص سلطة التأويل من أجل إسلاميات نقدية / [مورد إلكتروني] :
عبد الإله بلقزيز
- الرباط : منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2017
- 36 ص.
بيبليوغرافيا : ص. 36
إشكاليات الدينيّ والدنيويّ فـي صلب ما ندعوه باسم الإسلاميات النقدية؛ من حيث هي ميدانٌ دراسيّ لتاريخ الإسلام وتراثه الفكري من منظورٍ تاريخيّ نقدي، إجمالاً، ومن حيث هي، على نحوٍ أخصّ، تدخُّلٌ معرفـي للتفكير فـي صلات النصّ (الديني، الفكري...) بمحيطه التاريخي، وتدخُلٌ للتفكير فـي أنماط التفاعلات الإنسانية، الفردية والجماعية، معه بما يدخل فـيها من أشكالٍ مختلفة لتوسّل النصّ فـي ميادين الفعالية الاجتماعية، أو فـي لعبة بناء المشروعية، أو لغرض حيازة مصلحةٍ أو استملاك سلطة. هذا يعني أنّ إشكاليات الدين هي، حكمًا، إشكاليات الدنيا، ولكن لا بمعنى أنّ نظام الدنيا من نظام الدين، وأن لا قيامة للأول من دون الثاني - على ما تذهب إلى ذلك الـمقالةُ الأصولية - وإنما بمعنى أنّ تمثــُّلات الناس للدين لا تكون، حكمًا، إلاّ تمثــُّلات دنيوية وإن هي بدت عن الدنيا بمعزل. وهي كذلك - أي تمثــُّلات دنيوية - لأنها تجري فـي الـمكان والزمان وفـي سياقاتٍ من الأحداث والحاجات والـمصالح متغيرة، مثلـما تجري فـي نطاق الـمعارف الـمتاحة للناس فـي كل عصر، وبالتالي تدخُل هذه الـمعطيات - والـمتغيرات - جميعُها فـي تكوين نوع التمثــُّلات الإنسانية للدين. تبدأ الوظيفة الإيبيستيمولوجية للإسلاميات النقدية، التي ندعو إليها، من تبيُّن وجوهِ الصلة الإشكالية - والجدلية فـي الآن - بين النصّ والتلقّي، بين الخطاب والتمثــُّل، بين الفكرة وصيرورتها فـي الواقع؛ مثلـما تعتني (الوظيفة تلك) ببيان وجوه استخدامات الحقيقة - كما يتصوّرها الـمتلقي - فـي التاريخ: فـي الـمجتمع والسياسة وغير ذلك من الـمجالات