في جدل الديني والسياسي بين اقتضاء الإصلاح واسترتيجيات التحديث / [مورد إلكتروني] :
عمر بن بوجليدة
- الرباط : منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2017
- 18 ص.
بيبليوغرافيا ص. 17-18
في ثنايا المعرفة الإنسانية، من جهة ما هي واحدة، يتبين أنّ كلّ استئناف للتساؤل عن أنفسنا إنّما يشير بأشكال متنوعة إلى التزام فذّ وعميق بالمشترك. وإنّه لمن هذا الجانب حري بنا أن نبصر أنّ موضوع السلطة في الفكر العربي، تعلق بالإرادة الإنسانية تعلقاً عظيماً وبين نصيّة دينية إيمانية حجبت تقصّي معناها البعيد، وعمدت إلى إيثار المضامين على اآليات. ولا يمكننا في هذا الموضع تدبّر إرهاصات إجابة بغير إعادة التفكير في الأصول باعتبارها هي مصادر أنفسنا، وهو ما يمكن أن يكون كفيلاً بإجلاء سلسلة تماهٍ مركّب ومزدوج. إلا أنّ استئناف التفكير في هذه المسألة يستوجب التأكيد على البعد النقدي في التعاطي مع هذا المنجز، وبذلك فلا يمكن إدراك مقتضى الحياة السياسيّة في عصرنا دون التساؤل عن الحدود التي في مستواها ما يزال الدين يشكل عنصراً فاعلاً في تكوين الوعي السياسي والمدني العربي المعاصر. فما حقيقة تراث الإسلام وما أضمرته النصوص، وعلاقته بالسياسة ومفهوم السلطة؟ هل تبدل الواقع التاريخي يستوجب تبدل تأويلاتنا لمقاصد الدين؟ هل يوجد تمايز بين الدينيّ والسياسي؟ بين "الرسالة" و"الملك"؟ ما هي أركان الدولة؟ هل تنهض على ولاء وطني عميق وتستند إلى أخلاقية دستورية وقانونية أم هي تعبير عن فكر حالم؟