جزيرة العرب مهد الرسالة الإسلامية هل تؤدي دورها من جديد ؟ / [مورد إلكتروني] :
محمد أبو القاسم حاج حمد
- الرباط : منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2019
- 33 ص.
بيبليوغرافيا : ص. 32-33
للجزيرة العربية خصوصية دينية لدى ما لا يقل عن مليار مسلم ينتشرون في مختلف بقاع الأرض، إضافة إلى موقعها الجغرافي - السياسي الذي يتوسط ما بين القارتين، الإفريقية عبر البحر الأحمر غربا، والآسيوية عبر الخليج شرقا وباتجاه كل المحيط الهندي، ثم عمقها باتجاه الهلال الخصيب شمالا، حيث يلامس ذلك العمق الشمالي القارة الأوروبية. نص الله - سبحانه وتعالى - على خصوصية هذا الموقع الذي يتوسط القارات القديمة الثلاث بقوله: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" [البقرة / ج 2 / من ي 143] وربطت هذه الآية "التبدل المكاني"، بين القدس والكعبة: "وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه" [نفس الآية السابقة]. فموقع الوسط الجغرافي مرتبط باستقبال الكعبة البيت الحرام؛ فالأمة الوسط ليس بمعنى "الوسطية" في الدين والفكر والاتجاه أو السلوك، فللإسلام منهجه الذي لا يقبل بما تحمله الوسطية الفكرية من تلفيقية وتوفيقية ودعاوى فكرية تجاوز أحيانا حتى ثوابت الإسلام...