في الإسلام المنسي وإمكانات الدين المهدورة /
إشراف الحاج دواق
- الرباط : منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2016
- (111 ص.)
..مرشوع بحثي ارتأينا وسمه باإلسالم املنيس، لنشري إىل أن بعض تراثات املسلمني، كرست املنزعية األحادية، وفوتت ّ عليها فرصة التنوع الكبري، والذي كان من إمكانيات اإلسالم النظرية والتاريخية، لكن العتبارات عدة تم الرجوع عنه، ّ لقيم سابقة حتى عن اإلسالم، وتم الدفع بها إىل أتون الحضارة باسم اإلسالم ذاته، وهي مماّ ّ سبب مأساته ومأساة البرشية، كالقتل والذبح والترشيد واملواجهة الشاملة بداعي قاتلوهم كافة، والظلم والتفاوت والتسلط الذكوري، والهيمنة ّ اإلكلريوسية لطبقة االمتياز لحفظها املتون، والكفران بكل إضافات اإلنسان النوعية لبدعيتها، ولكون السلف مل يتحدث ّ عنها، وألن الحي ال تؤمن عليه الفتنة، فمن الالزم العمل ضدها، والسعي خلف منجزات املوىت، واضطرارها لتؤدي عنه ما ّ ال تطيقه، وكل ذلك قىض عىل مرياث الجيوب املضيئة يف تجربة اإلسالم الحضارية، وأهمل الجوانب العميقة واإلنسانية والعادلة والجميلة منه، ما دعانا إىل فتح ورشة اشتغال عىل موضوعة االستعادة والتفكري يف مناجزة أساليب التجزيء وأخالق الظاهر واالقتصار عىل أحكام اإلرص واألغالل، لنعيد األلق املرتجى من الدين بوصفه محضن خالص لروح اإلنسان إىل جوانب املحاضن األخرى، فنذكر بجدوى الطأمنينة، والحب والسالم واألخوة واإلنسانية، لذا عملنا عىل فكرة التسامح، والعفو والتعايش، عوض االحرتاب واالنتقام، وسعينا إلبراز جوانب الحداثة القيمية املمكنة فيه لتخطي نوازع االحتقانات واالنكفاءات املختلفة، ودفعنا بالعمران كواحدة من مقوالت القرآن واإلسالم الجوهرية، بدل الخراب والفساد، وإمكان تويل األمور تحت الرشط اإلنساين وحاكميته التي ينوب فيها عن شؤونه وهمومه، بغري دعوى النيابة عن الله والحديث باسمه، إىل قراءة لكتاب التجديد والتحريم والتأويل، لنذكر بالثقافة الجاملية، لنعيد لإلسالم وجهه الجميل، فقد أضحت صورته بشعة قبيحة، ومنه إىل الحرية فيه باعتبار التسلط الذي مورس وما يزال بداعي طاعة أويل األمر، ليس منا، بل علينا وفينا